خشونة مفاصل الفقرات المشتركة

مرض خشونة مفاصل الفقرات (المفاصل المشتركة)

تتكون تقريبا كل مستويات العمود الفقري (ما عدا الجزء العلوي جدا) من نفس المكونات والعناصر والتي تشمل:

  • جسم الفقرة وهو الجزء العظمي من العمود الفقري.
  • المفاصل المشتركة وهي مفاصل تثبيت صغيرة تقع بين وخلف الفقرات المتجاورة.
  • الأقراص ما بين الفقرات وهي التي تعمل كوسادة بين أجسام الفقرات وتعمل على ربطهم ببعضهم البعض.

بالإضافة الى تدعيم أعضاء الجسم كلها فان أقراص الهيكل العظمي المحوري تسمح بالحركة الايقاعية المطلوبة من الانسان للمشي والجري والسباحة والقيام بالحركات المعتادة الأخرى. أيضا يوفر العمود الفقري الحماية العظمية للحبل الشوكي والأعصاب التي تخرج منه أيضا.

خشونة المفاصل المشتركة والمرونة

من أجل منع الحركات الزائدة أو الالتواء الزائد أو السقوط يتم تثبيت قطع العمود الفقري بواسطة عدد من الأجزاء التي مع ذلك تحافظ على المرونة المطلوبة من أجل الجري والنظر حولك والدوران.

المفاصل المشتركة أو المفاصل ذات الوجوه الصغيرة توجد في كل مستويات العمود الفقري (ما عدا الجزء العلوي جدا) وتكون سببا في نحو 20% من ثبات الالتواءات أو الدوران في الرقبة وأسفل الظهر. الفقرات في منطقة الصدر تكون بشكل طبيعي أقل حركة وتسمح بقدر قليل من الانثناء في اتجاه الأمام او الخلف أو الجانبين والقليل جدا من الالتواء.

في أسفل الظهر الانثناء للأمام والخلف يكون محدودا لنحو 12درجة والانثناء للجانبين يكون محدودا لنحو 5درجات حيث أن الدوران الزائد يمكن أن يؤدي الى تلف في الحبل الشوكي وتدمير للأعصاب.

في كل مستوى من مستويات العمود الفقري تختلف مستويات المفاصل المشتركة من كونها أكثر توازي الى كونها أكثر عمودية نسبة الى طائرة تسير خلال الجسم من الأمام للخلف. كل مفصل مشترك في مستوى معين من العمود الفقري يوفر الحدود المطلوبة للحركة في هذا المستوى خاصة في الدوران ولمنع الانزلاق الفقاري للأمام ما بين الفقرة والفقرة التي توجد أسفلها.

كل نصف علوي من زوج المفاصل المشتركة يكون مثبت على كلا الجانبين على الجانب الخلفي لكل فقرة بالقرب من حدودها الجانبية ثم تمتد لأسفل.

هذه الوجوه تسقط للأمام أو باتجاه الجانب. الأنصاف الأخرى من المفاصل تنشأ وتبدأ من الفقرة السفلية ثم تسقط لأعلى مواجهة للخلف أو باتجاه الخط الأوسط للربط مع الوجوه السفلية للأنصاف العلوية للمفاصل المشتركة.

المفاصل المشتركة تنزلق على بعضها البعض وكلا الأسطح المنزلقة تكون مغطاة بغضروف رطب قليل الاحتكاك للغاية. تحيط كبسولة صغيرة بكل مفصل مشترك وتوفر ترطيب ملتصق للمفصل. كل كبسولة يكون لها مصدر غني من الألياف العصبية الدقيقة التي توفر التحذير عندما يتم تهيجها.

الأقراص ما بين الفقرات تعد أيضا نوع من أنواع المفاصل في العمود الفقري وتكون مربوطة ببعضها البعض عن طريق ألياف مرنة على هيئة أربطة دائرية متعددة مثل خرطوم الحريق والتي تكون الجزء الخارجي من القرص. مفاصل الأقراص يمكن أن تنثني وتدور قليلا لكن لا تنزلق مثل معظم مفاصل الجسم الأخرى.

المفاصل المشتركة وخشونة الفقرات

المفاصل المشتركة تكون غالبا في حركة ثابتة مع العمود الفقري وغالبا ما تتآكل ببساطة مع مرور الوقت في العديد من المرضى. عندما تصبح المفاصل المشتركة متأكلة قد يصبح الغضروف رقيقا أو يختفي تماما مما يحدث رد فعل للمكون العظمي للمفصل مسببا نمو زائد للنتوءات العظمية وتضخم حجم المفصل.

يقال حينها أن المفصل أصبح ملتهبا أو حدث ما يسمي بالخشونة والتي يمكن أن تكون سببا في حدوث ألم ملحوظ في الظهر أثناء الحركة. هذه الحالة تسمى حينها مرض المفاصل المشتركة.

تنشأ ردة فعل وقائية عندما تصاب المفاصل المشتركة بالالتهاب والذي يسبب تشنجات وانقباضات للعضلات الموازية للعمود الفقري. لذلك يتم ملاحظة أن تلك المفاصل المشتركة الملتهبة تكون سببا تغير وضعية وشكل العمود الفقري مع قوة تلك التشنجات والانقباضات العضلية. بشكل يدوي يتم تصحيح هذا التغير في شكل العمود الفقري فعليا بالاعتماد على ارتخاء تلك العضلات المتشنجة وليس إعادة ترتيب المكونات العظمية.

مشاكل المفاصل المشتركة هي بعض من أكثر المشاكل المتكررة شيوعا في العمود الفقري والرقبة والتي قد تكون سببا في بعض الأعراض الخطيرة والاعاقة عند بعض المرضى. لكن مع ذلك مشاكل المفاصل المشتركة في العمود الفقري نادرا ما تشمل الأعصاب الشوكية.

أعراض مرض المفاصل المشتركة

التشخيص الصحيح يجب أن يترقب اختفاء المشكلة الحادة. الأعراض قد تشمل بعض أو كل الآتي:

  • نوبات حادة من الألم في مفاصل الفقرات العنقية والقطنية وعادة ما تكون متقطعة وعامة ما تكون غير متوقعة وتحدث عدة مرات قليلة كل شهر أو كل سنة على حسب شدة الحالة.
  • معظم المرضى سوف يعانون من حساسية شديدة للمس في النقطة التي تعلو المفصل المشترك المصاب والفقدان الجزئي للمرونة في عضلات العمود الفقري.
  • عادة ما يكون هناك ضيق وألم بشكل أكبر عند الانحناء للخلف بشكل أكبر من أثناء الانحناء للأمام.
  • الألم الناتج من المفاصل المشتركة في أسفل العمود الفقري غالبا ما ينتشر لأسفل باتجاه المقعدة ولأسفل باتجاه خلفية الساقين من أعلى. نادرا ما ينتقل الألم للساقين من الجهة الأمامية أو نادرا ما ينتقل لأسفل الركبتين أو الى القدمين كما يحدث في الألم النتاج عن الانزلاق الغضروفي.
  • بشكل مشابه مشاكل المفاصل المشتركة في الفقرات العنقية قد تسبب انتقال الألم بشكل موضعي الى الكتفين أو أعلى الظهر ونادرا ما ينتقل الألم الى مقدمة أو أسفل الذراعين أو الى اليدين وأصابع اليدين كما يحدث نتيجة الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية.

النوبات المتكررة من الألم يمكن أن تكون غير متوقعة ولا يمكن التنبؤ بها من حيث التوقيت أو الشدة.

في حالة مشاكل المفاصل المشتركة في الفقرات القطنية الوقوف قد يكون بشكل ما محدود لكن الجلوس أو ركوب سيارة يكون هو الأمر الأكثر سوء. عندما يكون الألم والإعاقة في أعلاها تكون التشنجات والانقباضات العضلية مستمرة للدرجة التي تجهد العضلات والذي بالتالي يكون سببا في تكرار الدورة.

تشخيص مرض خشونة المفاصل المشتركة

عندما تتكرر تلك النوبات الغير متوقعة من الألم بشكل شهري أو أكثر من ذلك يتم طلب أشعة إكس بأوضاع معينة ومحددة يطلبها الطبيب وعادة ما يتم الكشف عن المشاكل في المفاصل المشتركة للفقرات من خلال هذه الأشعة. لكن مع ذلك يمكن طلب أشعة مقطعية للحصول على تفاصيل ومعلومات أكثر دقة ليس فقط عن المفاصل المشتركة ولكن عن باقي قطع العمود الفقري أيضا.

أشعة الرنين المغناطيسي لا تكون مفيدة بشكل كبير في تشخيص هذه الحالة تحديدا من حالات العمود الفقري لكن تكون مفيدة بشكل كبير عند فحص الأسباب المؤدية الى حدوث ألم في الديسك أو منطقة البطن.

ربما يكون أكثر طرق التشخيص تحديدا ودقة هو حقن المفاصل المشتركة المشتبه في اصابتها بمزيج من صبغة أشعة إكس وبنج موضعي وكورتيزون. تقليل المشاكل الحادة والمزمنة أثناء توقيت هذا الفعل من الحقن لهذا المزيج من الأدوية يكون أمرا تشخيصيا.

علاج مرض خشونة المفاصل المشتركة

لكسر دورة تكرار حدوث نوبات الألم الحادة في المفاصل المشتركة هناك العديد من خيارات العلاج التي يمكن أن تكون ناجحة. العديد من هذه الطرق العلاجية توفر بعض أو غالبا الكثير من تقليل الألم مؤقتا لكن غالبا أيضا القليل من المساعدة على المدى الطويل.

خيارات العلاج الغير جراحية لخشونة مفاصل الفقرات

هناك العديد من خيارات العلاج الغير جراحية التي يمكن تجربتها لتقليل الألم وإعادة تأهيل الظهر مثل:

  • العلاج الناجح طويل المدى يشمل العديد من التمرينات السليمة التي يتم وصفها من اخصائي العلاج الطبيعي.
  • اتخاذ أوضاع جيدة للعمود الفقري للمحافظة على الانحناء الطبيعي للعمود الفقري.
  • العلاج بالحرارة أو البرودة طبقا لما يراه الطبيب المعالج يمكن أن يساعد في تقليل الألم.
  • التغيير في الأنشطة اليومية والحصول على فترات راحة متكررة بشكل منتظم.
  • استخدام بعض الأدوية المضادة للالتهاب مثل مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية مثل الإيبوبروفين.
  • تقويم العمود الفقري قد يسبب تخيف وتقليل الألم.
  • بالنسبة للفقرات العنقية فإن استخدام طوق مقيد لحركة الرقبة وداعم لها يكون سببا في تخفيف وتقليل الألم.

يمكن الحصول على تخفيف أو تقليل للألم الناتج عن مرض المفاصل المشتركة لفترات ومدد أطول عن طريق تدمير بعض من النهايات الدقيقة للأعصاب التي تخدم تلك المفاصل المصابة. يمكن أن يتم ذلك باستخدام تقنيات تجميد أو تسخين كهربائي ويتم ذلك بتوجيه باستخدام أشعة إكس.

التدخل الجراحي لعلاج مرض خشونة الفقرات (المفاصل المشتركة)

في الحالات الغير معتادة والشديدة والمستمرة من مشاكل المفاصل المشتركة عادة ما يحدث تأكل في القرص الرابط ما بين المفاصل مما قد يتطلب تدخلا جراحيا لدمج العظام للتغلب على مشكل كلا من القرص بين الفقرات والمفاصل المشتركة.

مثل هذه العملية الجراحية قد ينظر اليها على انها إجراء متشدد لكن هذه المشاكل المستمرة والمتكررة والتي تؤثر بشدة على الظهر في حالة تركها بدون علاج يكون لها تأثير سلبي للغاية على حياة المريض ولذلك يكون حينها التدخل الجراحي هو الوسيلة المناسبة للتغلب على تلك المشكلة.

لحسن الحظ فإنه بالنسبة لمعظم المرضى المزيج من التغييرات في نمط الحياة وتعاطي الأدوية وممارسة التمرينات الرياضية السليمة والمحافظة على وضع سليم للعمود الفقري سوف يقل المشاكل الى مستوى يمكن التعامل معه.

Call Now Button